8/03/2015

Fe - الإيمان

BS"D

الإيمان


كتب الحاخام موسى بن ميمون القرطبي (٥٣٢ -٦٠٠ه ١١٣٨ -١٢٠٣م) ثلاث عشرة قاعدة ، يجب على كل يهودي أن يؤمن و يعمل بها. وقد جمعها في كتابه المسمى «كتاب السراج» الذي كتبه باللغة العربية وهو تفسير للمِشنا، وجاء في مقدمته الطويلة من الفصل العاشر من "سنهدرين" أو "المحكمة العليا" تفاسير عديدة لقواعد للإيمان. نلخصها للقرّاء الأعزّاء بما يلي: 
١. القاعدة الأولى «الإيمان بوجود الخالق ﷻ»: الإيمان بوجود خالق للكون ،بحيث أن وجود الكون و ديمومته تعتمد عليه،فأن انكر وجود خالق انكر كل مخلوق و كل موجود، ولكن لو انكر كل ما مخلوق و ما موجود فوجوده تعالى باق ولا نقص فيه حشاه سبحانه وتعالى،...وهذه القاعدة الأولى [تشير عليها الكلمة الأولى من الكلمات العشر] ﴿أَنَا ٱللهُ رَبُّكَ الَّذِي أَخْرَجْتُكَ مِنْ بَلَدِ مِصْرَ مِنْ بِيتِ عُبُودِيَّةِ لاَ يَكُنْ لَكَ مَعْبُود آخْر مِن دُونِي﴾ (الخروج ٢٠: ٢ ترجمة كتاب التاج)
٢.القاعدة الثانية «وحدته تعالى»: الإيمان بأن الله تعالى واحد أحد، ليس كوحيد الجنس او كوحيد النوع، ولا كشخص واحد مركب من عدة خليات أو الذي ينقسم لآحاد عديدة، ولا كواحد العدد البسيط الذي يقبل الانقسام والتجزؤ إلى ما لا نهاية، بل هو تعالى واحد بوحدة ليس كمثلها وحدة. ونجد القاعدة الثانية بقوله ﴿اِعْلَمْ يَا إِسْرَائِيلَ إِنَّ اللهَ رَبُّنَا اللهُ ٱلوَاحِدُ﴾ (التثنية ٦:٤ ترجمة كتاب التاج)
٣. القاعدة الثالثة «نفي الجسمانية عن»: الإيمان بأن هذا الخالق الواحد ليس له جسم ولا قوة في جسم فقوته اقوى من أن تلحق بجسم او يستوعبها ملموس ، ولا تلحقه لواحق الجسم مثل الحركة والسكون...ونجد هذه القاعدة بقوله ﴿فَأَنْتُمْ لَمْ تَرَوْا صُورَةً مَا حِينَ خَاطَبَكُمُ الرَّبُّ فِي جَبَلِ حُورِيبَ مِنْ وَسَطِ النَّارِ﴾ (التثنية ٤: ١٥ ترجمة كتاب الحياة) يعني لم تدركوه [لم تعرفوه صاحب ﴿صُورَةً﴾] لأنه كما قلنا سابقا لا جسم.
٤. القاعدة الرابعة «القِدَم»: الإيمان بأن الخالق ﷻ أبدي قبل البداية نفسها فهو الاقدم على الإطلاق، وكل موجودٍ غيره حديث بالنسبة إليه، ونجد الكثير من الادلة عن هذا الامر في العديد من الكتب. مثل قوله ﴿فَالإِلَهُ الأَبَدِيُّ هُوَ مَلْجَأُكُمْ﴾ (التثنية ٣٣: ٢٧ ترجمة كتاب الحياة) وأعلم أن قاعدة شريعة موسى النبي عليه السلام الكبرى هي كون العالم محدث كوّنه الله وخلقه بعد العدم المحض (وُجدت هذه الجملة على هامش ورقه في مخطوطة الأصلية المكتوبة بيد الحاخام).
٥. القاعدة الخامسة «إنه تعالى هو الذي ينبغي أن يعبدَ ويعظّمَ بالخفاء والعلن»: الإيمان بعظمة الخالق ﷻ وعبادته وتعظيمه وأن لا يُفعل ذلك لما يوجد من دونه في الوجود من الملائكة والكواكب والأفلاك، لأنهم كلهم عباده قلا سيطرة لديهم على أفعالهم لا حكم لهم ولا اختيار إلا ما اراده تعالى، ولا يجوز أن تتخذ وسائط للتوصل إليه، بل نحوه تعالى تقصد القلوب وتضرب عما دونه. وتتركز القاعدة الخامسة بشكل عام عن النهي عن عبادة الأوثان غيرها.
٦. القاعدة السادسة «النبوءات»: الإيمان بوجود اناسلهم فطرة الهية نقية و علاقة قوية مع الله ﷻ، تؤهلهم لهذه المهمة المقدسة ، فتتهيأ نفوسهم، وأولئك هم الأنبياء.ونصوص التوراة تشهد بنبوة الكثير من الأنبياء.
٧. القاعدة السابعة «نبوة سيدنا موسى عليه السلام»: الأيمان بأنه عليه السلام أبٌ لجميع الأنبياء اللاحقين و السابقين. الكل هم دونه في المرتبة، وهو صفوة الله من البشر ، و الذي خاطب الله دون وساطة الملائكة او غيرها.
٨. والقاعدة الثامنة «التوراة من السماء». الإيمان بأن التوراة الموجودة بأيدينا اليوم هذا هي التوراة المنزلة على موسى عليه السلام، وإنها كلها من المولى تعالى انزلت على النبي موسى بطريقة لا يعرفها إلا هو عليه السلام و الخالق ﷻ، وتسمى الطريقة "كلام" على سبيل الفرضية ،ونجدالقاعدة الثامنة بقوله ﴿فَقَالَ مُوسَى: «بِهَذَا تَعْرِفُونَ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَرْسَلَنِي لأُجْرِيَ كُلَّ هَذِهِ الأَعْمَالِ، وَأَنَّهَا لَيْسَتْ صَادِرَةً عَنْ نَفْسِي»﴾ (العدد ١٦: ٢٨ ترجمة كتاب الحياة)
٩. القاعدة التاسعة «النسخ». شريعة موسى لا تنسخ، ولا يزاد فيها ولا ينقص منها لا في النص ولا في التفسير، قال ﴿فَاحْرِصُوا عَلَى طَاعَةِ كُلِّ مَا أُوْصِيكُمْ بِهِ، لاَ تَزِيدُوا عَلَيْهِ وَلاَ تُنَقِّصُوا مِنْهُ﴾ (التثنية ١٢ :٣٢ ترجمة كتاب الحياة).
١٠. القاعدة العاشرة «أنه تعالى يعلم أحوال الناس ولا يُهْملهُم [الإشراف الإلهي والعناية الإلهية]»: كما جاء في قوله ﴿عَظِيمٌ فِي الْمَشُورَةِ وَقَادِرٌ فِي الْعَمَلِ، وَعَيْنَاكَ مَفْتُوحَتَانِ تُرَاقِبَانِ جَمِيعَ طُرُقِ الإِنْسَانِ لِتُجَازِيَ كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ تَصَرُّفَاتِهِ وَثِمَارِ أَعْمَالِهِ﴾ (أرمياء ٣٢ : ١٩ ترجمة كتاب الحياة) وقوله ﴿وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأَرْضِ﴾ (التكوين ٦ : ٥ ترجمة كتاب الحياة) وقوله ﴿وَقَالَ الرَّبُّ: «لأَنَّ الشَّكْوَى ضِدَّ مَظَالِمِ سَدُومَ وَعَمُورَةَ قَدْ كَثُرَتْ وَخَطِيئَتُهُمْ قَدْ عَظُمَتْ جِدّاً﴾ (التكوين ١٨ : ٢٠ ترجمة كتاب الحياة).
١١. القاعدة الحادية عشرة «مبدأ الحساب»: المبدأ ان الله يعطي مكافأة لمن يذهب الطريق المستقيم ويعاقب من يذنب ويفعل أفعال بائسة
١٢. القاعدة الثانية عشر «المسيح المخلص المنتظر»: الإيمان بالمسيح المخلص المنتظر.
١٣. القاعدة الثالثة عشر «البعث»: الإيمان بيوم البعث أو يوم القيامة.

وأضاف الحاخام موسى بن ميمون إن جميع الأشخاص الصالحين والمستقيمين من كل الأديان، شرط ألاَّ يكونوا مشركين بالله تعالى ، سيدخلوا الجنة (من أقواله في «كتاب التثنية» باب "قضاة" في "شرائع الملوك" ٨: ١١). ولكن على اليهود أن يؤدوا كل الأوامر و الوصايا التي تأمرهم التوراة بها (التثنية ٢٦: ١٨) ليستطيعوا دخول الجنة بسبب العهد الذي عاهدوا الله عليه في جبل سنيا. وجاء في الكتاب التوسِفْتا ("سَنهدرين" أو "المحكمة العليا" ١٣: ٢) تفسّير الحاخام يسوع بن حَنَنْيَا عن الآية من المزمور ﴿مَآلُ الأَشْرَارِ إِلَى الْجَحِيمِ. وَكَذَلِكَ جَمِيعُ الأُمَمِ النَّاسِينَ اللهَ﴾ (٩: ١٨ ترجمة كتاب الحياة) بأن ﴿النَّاسِينَ اللهَ﴾ هم ﴿الأشرار﴾ وهم فقط من كتب عليهم أن يذهبوا ﴿إِلَى الْجَحِيمِ﴾ ، ولا فرق في ذلك بين اليهود وغير اليهود، فكل الصالحين مآلهم إلى الجنة.

No hay comentarios:

Publicar un comentario

Tu opinión es importante para nosotros!