6/01/2015

الوصايا العشر - Los 10 Mandamientos

BS"D

الوصايا العشر - עֲשֶׂרֶת הַדִבְּרוֹת
Al-Wasaya Al-Easr


إن الوصايا العشر لها أهمية كبيرة في التوراة وجرت العادة أن يقرأها المصلون في عيد الأسابيع (التوسفتا "مجلة" ٣ : ٥) الذي يعتبر يوم نزول التوراة على بني إسرائيل (التلمود البابلي "سبت" أو "شباث" ٨٦ب). وفي فترة بيت المقدس في أورشليم القدس كان الكهنة يقروؤنها كل يوم قبل شهادة التوحيد (المشنا "تاميذ" أو "تاميد" ٥ : ١). وبعد حراب بيت المقدس توقفت هذه العادة أما في أيام التلمود البابلي في بابل أرادوا أن يعيدوا قراءتها في المدرستين "سورا" و"نهرديعا" ولكن لم يوافقوا على هذا الأمر (التلمود البابلي "بركات" أو "بِراخوث" ١٢أ).       

نجد نصين المعروفين بالوصايا العشر في التوراة.  أحدهما في سفر الخروج (٢٠ : ١ - ١٧) والثاني في سفر التثنية (٥ : ٤ - ٢١). وهذه ترجمة الحاخام سعيد الفيومي (ترجمة كتاب التاج) لوصايا العشر في سفر الخروج كما يلي:


«الوصايا العشر» من سفر الخروج
نسخة «كتاب التاج» التي ترجمها الحاخام سعيد الفيومي من العبرية
الوصايا بين الإنسان وبين الله تعالى
١ ﴿أَنَا اللهُ رَّبُّكَ اَلَّذِي أَخْرَجْتُكَ مِنْ بَلَدِ مِصْرَ مِن بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ.
٢ ﴿لاَ يَكُنْ لَكَ مَعْبُودٌ آخَرٌ مِنْ دُونِي. لاَ تَصْنَعْ [صَنَمًا] وَلاَ شَبَهًا مِمَّا فِي السَّمَاءِ فِي الْعَلْوِ، وَمِمَّا فِي الأَرْضِ فِي اْلأَسْفَلِ، وَمِمَّا فِي الْمَاءِ تَحْتَ الأَرْض. لاَ تَسْجُدْ لَهَا وَلاَ تَعْبُدْهَا، لِأَنِّي اللهُ رَّبُّكَ، <الطائق> المُعاقِبُ، مُطالِبٌ بِذُنُوبِ الآبَاءِ مَعَ البَنِينَ <والثوالث والروابع> [حَتَّى الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ] <لشاني> [لمن يَبْغَضْنِي]، وَصَانِعُ اْلأَحْسَنَ لِأُلُوفٍ مِنْ مُحِبِّيّ وَحَافِظَيِ وَصَايَايَ. 
٣ ﴿لاَ تَحْلِفْ بِاسْمِ اللهِ رَّبِّكَ بَاطِلاً، لأَنَّ اللهَ لاَ يُبَرِّئُ مَنْ يَحْلِفُ بِاسْمِهِ بَاطِلاً.﴾
٤ ﴿اُذْكُرْ يَوْمَ السَّبْتِ وَقَدِّسْهُ لِتُقَدِّسَهُ، سِتَّةَ أَيَّامٍ تَعْمَلُ وَتَصْنَعُ جَمِيعَ صَنَائِعَكَ، وَالْيَوْمُ السَّابِعُ سَبْتٌ ِللهِ رَّبِّكَ، لاَ تَصْنَعْ شَيْئاً مِنْ <الصَّنَائِعِ> [الصَّنَاعَاتِ]، أَنْتَ وَابْنُكَ وَابْنَتُكَ، عَبْدُكَ وَأَمَتُكَ وَبَهَائِمُكَ وَضَيْفُكَ اَلًّذِي فِي مُحَلِّكَ، لأنَّ اللهَ خَلَقَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَالْبِحَارَ وَجَمِيعَ مَا فِيهَا وأُرَاحَهَا فِي الْيَوْمِ الْسَّابِعِ. لِذٰلِكَ بَارَكَ اللهُ فِي يَوْمِ السَّبْتِ وَقَدَّسَهُ.﴾
الوصايا بين الإنسان وبين أخيه الإنسان 
٥ ﴿أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِكَيْ يَطُولَ عُمْرُكَ فِي الْبَلَدِ اَلَّذِي اللهُ رَبُّكَ يُعْطِيكَ.﴾
٦ ﴿لاَ تَقْتُلِ النَّفْسَ.﴾ 
٧ ﴿لاَ تَزْنِ.﴾
٨ ﴿لاَ تَسْرِقْ.﴾
٩ ﴿لاَ تَشْهَدْ عَلَى صَاحِبِكَ شَهَادَةً بَاطِلَةً.﴾ 
١٠ ﴿لاَ تَتَمَنَّ مَنْزِلَ صَاحِبِكَ. لاَ تَتَمَنَّ زَوْجَتَهُ وَعَبْدَهُ وَأَمَتَهُ وَثَوْرَهُ وَحِمَارَهُ وَجَمِيعَ مَالِهِ.﴾


عشر رأس الفصول 
إن الوصايا العشر هي أساس الشريعة التي نزلت من السماء على يد النبي موسى عليه السلام ومنها تفرّعت بقية القوانين والوصايا التشريعية. 
وكذلك ذكر فيلون السكندري (حوالي ٢٠ قبل الميلاد – ٥٠م) بأنها عشر رأس الفصول لبقية الوصايا (كتابه عن الوصايا العشر الفصل ٢٩ : ١٥٤). وعلى سبيل المثال الوصية الرابعة التي تتحدث عن يوم السبت وحفظه وتتفرع عن هذه الوصية جميع الأعياد المذكورة في التوراة. وكذلك أيضًا ذكر الحاخام سعيد الفيومي الذي عاش في بغداد («كتاب جامع الصلوات والتسابيح» "التحذيرات" لعيد الأسابيع).*  

اعتبر الحاخام هِلِّيل (حوالي ٣٠ قبل الميلاد) والحاخام عقيبا (القرن الثاني بعد الميلاد) وصية حب الإنسان لأخيه الإنسان كما يحب لنفسه بأنها قاعدة كبيرة ووصية عظيمة في التوراة بالرغم من أنها ليست من الوصايا العشر (التلمود البابلي "سبت" ٣١أ؛ تفسير «سفرا» عن الآية في اللاويين ١٩:١٨). وإنما هي متفرعة عن وصية احترام الوالدين وهي الوصية الخامسة من الوصايا العشر، (لإن كل البشر من أب واحد وأم واحدة وعلينا أن نعيش معاً بسلام).
قد أرسل هذا الاستفسار (مع بعض تغييرات لغوية) إلى الحاخام موسى بن ميمون القرطبي (١١٣٥م – ١٢٠٣م) عندما كان يعيش في القاهرة القديمة المسماة آنذاك مدينة الفسطاط.
في إحدى القرى جرت العادة عندهم أن يقف الجميع أثناء قراءة الوصايا العشر داخل الكنيس. وبعد أن جاء إلى القرية حاخام كبير من علماء الدين، أبطل هذه العادة، وأوجب عليهم أن يجلسوا أثناء قراءتها ومنعهم من الوقوف. وسُئل عن سبب هذا التغيير، ورد على السائل برسالة خطيّة، أجابه على سؤاله مُسْتَنِداً على ما ورد في التلمود البابلي (بركات ١٢أ)، بأن منع الحاخامات تلاوة الوصايا العشر يومياً بعد تدمير البيت المقدس (عام ٧٠م)، لاعتقاد بعض الطوائف بأن الوصايا العشر فقط نزلت من السماء على يد النبي موسى عليه السلام. وبعد وفاة ذلك الحاخام، جاء زعيم آخر إلى هذه القرية وفرض على الجميع أن يقفوا طبقاً للعادة الأولى، قائلاً لهم «إننا نجدهم في بغداد يقفون!» فقالوا له «أنهم يقفون من أجل رئيس المدرسة الذي يقرأها.»  
رد عليهم الحاخام موسى بن ميمون بما يلي (مع تغييرات لغوية) باللغة العربية:
هذا الذي كتبه الحاخام المتوفى من عادة الجلوس هو الواجب فعله، ودلائله دلائل صحيحة ثابتة ...وهكذا ينبغي أن يُفْعَل في كل موضع إذا كان هناك إصرار واضح على التَّمسُّك بعادة الوقوف... وأما احتجاج [الزعيم الثاني] بالعادة السائدة في بغداد وبعض البلاد الأخرى من الوقوف أثناء التلاوة، فهذا ليس دليلا، فمثلاً إذا وُجد الأشخاص الأصحاء الذين يعيشوا في نفس المكان بعض المرضى، فإنَّهم لا يمرضون مثلهم بل سوف يُضَمِّدون ويساعدون كل مريض قدر المستطاع. وبهذا تتحقق المساواة بين جميع البشر.**
أخذ الحاخام موسى بن ميمون القرطبي نفس الرأي الذي كان عند الحاخامات في أيام المشنا. لأن وفقاً لحاخامات المشنا لا يوجد أي فرق بين الوصايا العشر وبين بقية الوصايا المذكورة في التوراة، ولا يمكن أن نقول مثلاً، إن وصية ما أغلى وأفضل من أي وصية أخرى (المشنا "أبوت" ٢ : ١، ٤ : ٢).

---
*«جامع الصلوات  والتسابيح» مطبوع في القدس أورشليم ١٩٤١ صفحات ١٩١ - ٢١٦
** «أجابات الحاخام موسى بن ميمون»، الطبعة بلاو، مطبوع في القدس أورشليم، ١٩٦٠م؛، المجلد الثاني، §حواب
٢٦٣  

No hay comentarios:

Publicar un comentario

Tu opinión es importante para nosotros!